الخميس، 2 يونيو 2011

~••● ذنبي أنني فقير ●••~ ~ ...

 ~••● ذنبي أنني فقير ●••~ ~ ...


أيها الليل ... مظلم أنت ... أعرف... مخيف... أكيد... لكنك مليء بالدفء و الحنين....
فروحي تزورك كل ليلة .. و تسرد لك كل آلامها و أحزانها... فرغم جمال صوت أجرامك و بهاء أشكالها ...
 إلا أن آهاتها بادية في أنينها ... وكأنها تحمل معها ثقل أيامها و كآبة محنها ...
جالس أنا الليلة وسط العبارات ... تائها في قسوة الذكريات...باحثا عن الابتسامة بين آلاف الآهات...
 وقلبي يقول ويقول احمل قلمك ورافق الكلمات ... و ألتهم كل ما يتعثرعيناك من صفحات ...
واسقي بياضها بكل الكتابات ... وألغي كل هذه الاحتمالات ... التي جعلت دوي الصرخات ...
 يكون باديا في النظرات ... معلنة بعد عدة ساعات ... عن ميلاد يوم جديد تنتهي فيه كل الحسابات ...
  أمتطيت قلمي ودخلت في معركة مع الماضي ... كنت حينها طفل لم يتعدى عمري الخمسة سنوات...
عشت حياة رائعة تذوقت طعم الحب .... أكلت من زاد الحنين ... 
تلقيت تربية جيدة رغم ظروف عائلتي البسيطة الا أنها حافظت على عدة أشياء ...
حفرت عميقا في نفسي فكونت لي شخصية قوية وطموحة ...
صبور نشيط أكره الاستسلام ... وأشياء عديدة وصفات أخرى لونتني بألون جميلة ...
كنت حديث الكثيرين ومحل اعجاب من يعرفني ومن لا يعرفني ...
ثم قفزت بي السنين لأرى نفسي وسط المدرسة... فتعرفت على أشكال مختلفة من الناس ...
مرت عليا عدة مواقف ... والتي كانت محطمة لنفسي ...
لم أكن أعرف أن الفقر ذنب ... لم أكن أدرك أن الفقير ليس له مكانا وسط المجتمع ...
وجدت فرقا كبيرا في الأشياء التي تعلمتها ... ديننا الحنيف لا يفرق بين أسود وأبيض ولا بين فقير وغني ...
لكن المجتمع لا يرحم ... أحدث شرخا كبيرا في طريقة التفكير ...
نعم كنت في المدرسة الابتسامة لا تفارق وجهي التواضع من أهم صفاتي ...
لباسي عادي مصروفي كان بسيطا جدا ... ولطالما سمعت كلمات أليمة من الذين من حولي ...
لكن لم ألتفت اليهم وتحملت أشياء عديدة ... حتى الأساتذة كانت نظراتهم جد قاسية...
أي حال آل اليه مجتمعنا وكيف أصبح ... صدمت كثيرا بهذا الواقع المرير ...
ثم رجعت بي ذاكرتي مع تنهيدة عميقة ... وأنا متأملا في ما يدور حولي ...
فوجدت قساوة كبيرة قد انتشرت وعمت ...
وأصبح القلوب جافية والنفوس شحيحة ... والكل ينظرون الى جيبك ...
فالتربية لم تعد مقياسا ... والأخلاق لم تعد موجودة في القواميس ...
وكان كل يوم يمضي يجعلني أكثر حسرة على وضعي ...
وخاصة أن كل من حولي قد تغيرت أوضاعهم وهذا بعد بيع ضمائرهم ...
وتخليهم عن صفاتهم وسلوكاتهم ... فهل أتبعهم ؟ أم أبقى صابرا متمسكا الى آخر لحظة ...
هي أسئلة كثيرة تلاحقني لم أجد الاجابة عنها بعد ...

صديقي القارئ ان الفقر لم يكن أبدا عيبا ولا ذنبا ...
والمال أبدا لم يكن الغاية في الحياة بل هو الوسيلة ...
ولكن اليوم اعطيت هذه الأشياء حجما أكبر من حجمها بل أنها أصبحت تعبد عبادة ...
فنحن نعلم أن الفقر يترك ألما كبيرا على نفسية الانسان ...
فهو من أكبر المشاكل والذي يجعل الانسان يحيد عن الطريق السليم ...
وما دخول الشاب الى عالم الجريمة الا بسببه  ... وحياده عن سلوكه وارتدائه ...
للباس المعاصي كان نتيجة الأوضاع الصعبة التي يعيشها ....
ولكن رغم كل هذا يجب أن نكون أقوى وان نتحمل كل هذه الأشياء ...
وأن ندرك أن وجودنا في هذه الحياة أسمى بكثير مما نركض وراءه ...

عزيزي القارئ :
تغيرت مفاهيم كثيرة وتغير تقييم الانسان لأخيه الانسان
فمارأيك في هذا التقييم ؟
كيف تنظر للفقر ؟ وكيف ينظر المجتمع للفقير ؟


وأخيرا اتركم لكم المجال لابداء آرائكم المميزة ونقاشاتكم الطيبة ...
دمتم في حمى المولى وحفظه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق